السبت، 29 يونيو 2013

عشية الثورة

اليوم هو يونيو 29، 2013. الدعوات بالمئات للنزول و الخروج على الحاكم الظالم مرسي العياط. جرت بالأمس إشتباكات دامية بين أعضاء الإخوان المسلمين و المعارضة في عدد من المحافظات و المدن خلفت العديد من الضحايا و الالعشرات من المصابين. و قد وضحت نية أعضاء التنظيم السري المتطرف  في الدفاع بعنف عن رئيس جمهوريتهم الفاقد شرعيته منذ أكثر من ستة أشهر.

الوضع الآن ملتهب بشدة في القاهرة. فقد قام عشرات الآلاف من مؤيدي مرسي العياط  بالتظاهر في ميدان رابعة العدوية بحي مدينة نصر، شرق القاهرة، و قرروا الإعتصام "حفاظاً على الشرعية" و هو ما لم يفهمه أي منا في الحقيقة. و قد صرح أعضاء التنظيم السري المتطرف و حلفاؤهم  إنهم سيقومون بقتل من يحاول إسقاط الشرعية العياط في جمعة أسموها "نبذ العنف" و "الشرعية  خط أحمر".

على الجانب الآخر، تظاهر عشرات الآلاف في محيط القطر المصري مطالبين بإسقاط مرسي العياط في أغلب المحافظات و قام المتظاهرون بإحراق مقرات حزب الحرية و العدالة ز مقرات التنظيم السري المتطرف المدعوّ الإخوان المسلمين. مطالبين الرئيس بالتنازل عن منصبه للقوات المسلحة، في كثير من الأحيان، و، في أحيان خرى، إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة. حيث أن الإتجاه العام في لوقت الحالي غير واضح من قبل المتظاهرين المعارضين لسلطة مرشد التنظيم السري المتطرف.

جدير بالذكر أنه قد تم القبض، عن طريق لجان شعبية و كمائن شرطية، على العديد من السيارات المتوجهة للقاهرة مدججة بأشكال و ألوان الأسلحة. و قد قام النائب العام بالإفراج عن 56 متهم بالرغم من ضبطهم بالأسلحة.

على صعيد آخر، وجه عدد من النشطاء المستقلين دعوة للتظاهر من محطة مترو سراي القبة إلى قصر الإتحادية المشؤوم، ضد الحزب الوطني و العسكر و الإخوان على أن تكون المسيرة سلمية تماماً و متجنبة لأي من أشكال العنف.

الوضع الآن مشتعل، فالضحايا من جانب الإخوان و حلفاءهم كثر، و الضحايا من جانب الثوار كثر أيضاً. صور الأسلحة منتشرة في كل مكان و مع الكثير من الناس. و قد ينفرط الوضع في ثوان قليلة نتيجة تصرف واحد أحمق من أحد ما. مناظر القتل لم تسرني بأي شكل، و قيادة نجل كمال الشاذلي للتظاهرات بالشرقية، و الفلول في محافظات أخرى لم تسعدني. على الثوار السيطرة على الوضع، و إحكام إغلاق الأفواه المطالبة بعودة النظام الفاشل السابق.

إلى الأمام يا ثوار، إقترب الإنتصار.


ملحوظة: هذه المقالة بغرض التوثيق ليس إلا. و لم تكتب بشكل صحفي محترف. 

لو عندك أي سؤال أو شتيمة اكاونت تويتر بتاعي: @alexanderawi

أو ابعتلي ايميل على: a_samakia@live.com

أو كلمني على فيسبوك بنفس الايميل.

الكلام ده بيعبر عن وجهة نظري الشخصية ولا يعبر عن وجهة نظر أي كيان أنتمي له.

عادل سماقية.



الجمعة، 28 يونيو 2013

الدولة و الثورة

لقد سمحت لنفسي أن أستعير إسم أحد كلاسيكيات الأدب الثوري للمناضل العظيم فلاديمير إلينش لينين كإسم لمقالاتي. إننا نعيش الآن في مصر على أعتاب لحظات تاريخية. ولا يمكن لأحد التكهن بما سيحدث إبتدائاً من يوم 30 يونيو. الحكومة متخبطة، الإقتصاد في أسوأ حالاته منذ أعوام، البطالة في تزايد و السلطة عاجزة، الكهرباء تنقطع بإستمرار، الماء ينقطع بإستمرار، تمثيل دولي غير مشرف لرئيس جاهل سياسياً، أسعار السلع في تضاعف مستمر، مستوى معيشة متدني، مناوشات مستمرة و إشتباكات عديدة بين أعضاء التنظيم السري الحاكم و المتظاهرين.


و مما يزيد الوضع سخونة، إنقلاب في دولة تركيا، و التي قتلها النظام نقاشاً في كيف إنها نموذج للدولة الإسلامية و كيف أنها نموذج لل"حكم الرشيد" و إنتفاضة أخرى في البرازيل و كلاهما إنتفاض ضد السياسات النيو ليبرالية التي ذهبت بالعالم إلى جحيم الرأسمالية و ألقت بالفقراء تحت أقدام المستثمرين و رجال المال و الأعمال.




تظاهرات البرازيل (يونيو 2013).

علينا أن نتوقف الآن أمام عدة مشاهد هي الفاصلة في تلك اللحظة الثورية العظيمة. أولاً إعلان وزارة الداخلية في مصر أن المتظاهرين السلميين في حمايتها و أن أي تعدي عليها من قبل أي تنظيم ستكون عواقبه وخيمة و كان ذلك على لسان وزيرها. و علينا أن نسأل أنفسنا الآن، لما تلك الخطوة الآن؟ هل أدركت وزارة الداخلية فجأة عهرها طوال عقود مضت ضد أبناء الشعب من المحتجين؟ أم أن الوزارة ضد أن يكون الكيان الإخواني حاكم؟ أم أن الوزارة رأت أن كفة النظام غير راجحة فقررت أن تستعطف الثوار لكي تتفادى شر إنتقامهم في المستقبل، و بعد إنتصارهم؟ لا أدري، رفيقي، فيم تفكر، و لكني رجح الخيار الأخير. فقد تعلمت وزارة الداخلية درساً قاسياً طوال عامين و نصف عام، أن إرادة الجماهير مستحيل إثناءها أو الإتيان عليها. لذا قررت أن تأخذ الجانب الأقوى هذه المرة. فلا مبدأ لديهم سوى الإنحناء للقوي. أياً كان إسمه.

عنف الداخلية ضد المتظاهرين –  كوبري قصر النيل، القاهرة (28 يناير 2011).

المشهد الثاني هو خطاب السيسي الذي قال فيه "كيف يعيش الضباط و الصف و هم يعلمون أن المصري يعيش في خطر؟ الموت علينا أهون." عندما سمعت تلك الجملة، حملت نفسي كل البذائات و الشتائم لما أسمعه. أعتمد السيسي على أن تكون الناس قد نسيت، أو تناست، أحداث ماسبيرو و مجلس الوزراء و الثامن من أبريل. أيام كان المتحدث نفسه عضواً في المجلس العسكري القائم بأعمال رئيس الجمهورية و ساهم في، أو لم يعترض على، إتخاذ القرارات التي كان مش شأنها قتل المئات من المصريين و إصاية الآلاف.


                                                                أحداث القصر العيني و مجلس الوزراء (ديسمبر 2011)

أما المشهد الثالث، هو، و كالعادة، إختفاء الوقود. ما أن تستشعر السلطة بإقتراب حركة إحتجاجية قوية إلا و تصبح صباحاً فلا تجد وقوداً في محطات الوقود. و م أن تهدأ تلك الحركة إلا و يعود الوقود كما كان بلا أي تفسيرات أو مبررات. فأنا، و بكل صدق، لا أصدق تبريرات السلطة الواهية أنه لا وجود للوقود في الأسواق المصرية لسبب بسيط وهو كيفية إدارة شركات البترول في مصر. صديقي، دعني أخبرك نبذة عنها. شركات الحفر المملوكة للدولة أمثال قارون و بدر الدين و غيرها يجب أن تدخل في شراكة مع شركة أجنبية كشركة أباتشي على سبيل المثال. ولا أعلم ماهية الوجوب تلك على الشركات المصرية أن تدخل في شراكات مع شركات أجنبية. و يكون أجر تلك الشركة الأجنبية هي على الأقل 50% من الإنتاج، بحسب العقد المبرم مع الجانب المصري المتمثل في الهيئة لعامة للبترول.
هل أحتاج أن أوضح أن أغلب تلك الشركات أمريكية و أوروبية؟

و إذا سألت أي من أعضاء أو مؤيدي أو "مبرراتية" الإخوان، ستجد الإجابة الكلاسيكية التي يجيبون بها على جميع المعارضين: "إنها تركة نظام فاسد عانينا منه 30 سنة!" صدق أو لا تصدق، أنا أتفق معهم في ذلك، فعلاً إن ما نعاني منه الآن هو تركة نظام إستبدادي عمره ستون و ليس ثلاثون، عاماً. إرتكب حماقات إقتصادية و سياسية عدة أدت لما نحن فيه من هبل إجتماعي و إقتصادي!


و لكن التدابير الوقائية و الإرتجاعية من تلك الأزمة ليست بصعوبة مادة الفيزياء في كلية الهندسة قسم القوى الكهربائية. فما الإعجاز أن تطرد الشركات المستحوذة على نصف إنتاجنا للبترول، مع العلم أنهم أخذوا حقهم تالت متلّت من البترول المصري. و نحقق بذلك ضعف إنتاج البترول. علماً بأن 90% من العاملين بالشركات الأجنبية تلك من المصريين و يديرونها بكفاءة و يحققون لها الأرباح.. إلخ؟ أضف إلى ذلك تصريح الوزارة بأن المشكلة أن 10 سيارات يملؤون التانك لآخره و مع ذلك يقفون في الطوابير لزيادة الأزمة. 10 سيارات تتسبب في كارثة تموينية في 27 محافظة! يا للخزي و يا للشؤم. و كانت مبرراتهم في ذلك، طبعاً، إفشال المشروع الإسلامي.


إن جمعت كل تلك المشاهد ستستشف كيف تتعامل الدولة مع الموجة الثورية الجديدة. من الواضح أن السلطة تكاد تموت خوفاً من الجماهير الغاضبة التي إستوعدت النظام بإنتهاء صلاحيته. فالشرطة التي إعتادت الجور على المواطنين تستعطف المتظاهرين. و الجيش الذي لم يكن في يوم يهتم غير بتأمين النظام و أصدقاءه من الأغنياء الآن يتغنى بالشيفونية و الوطنية.

و بالرغم من كل ذلك، علينا في تلك اللحظة أن نحدد إتجاهنا بشكل فوري، لما نريد الوصول إليه، لأنني أتوقع في يوم 30 يونيو هتاف البعض "الجيش و الشعب إيد واحدة" و رفع البعض الآخر صور مبارك و شفيق.  و بالتالي مصادمات مع الثوار تؤدي إلى إفساد اليوم و تعكير الصفو. يجب أن تكون مطالبنا واضحة في إنشاء حكومة إنتقالية فورية و قبل إنهزام الإخوان تعمل على تفعيل المحاكمات الثورية لأعضاء النظامين السابق و الحالي و إرجاع الأموال المنهوبة من النظام السابق و إحلال التمكين و الإخونة من النظام الحالي. و العمل على إجراء إنتخابات لتأسيسية الدستور مع الحرص على تفعيل مبدأ العزل السياسي لأعضاء النظامين الحالي و السابق وعلى أن تكون كل الفئات ممثلة إجباراً (عمال، طلاب، مهندسين، فلاحين، أطباء، ممرضين، معاقين ذهنياً و بدنياً، إعلاميين، محاسبين، إلخ). ثم إستفتاء الشعب على الدستور ثم إجراء إنتخابات برلمانية و تشكيل الحكومة من أغلبية البرلمان، مع الحفاظ على العزل السياسي، و إجراء إنتخابات رئاسية بعدها. و بذلك نكون حققنا ما نطمح له من ديمقراطية تسبق الإتجاه الإجتماعي للثورة.
إقترب الإنتصار يا رفاق! تشبثوا به.

لو عندك أي سؤال أو شتيمة اكاونت تويتر بتاعي: @alexanderawi

أو ابعتلي ايميل على: a_samakia@live.com

أو كلمني على فيسبوك بنفس الايميل.

الكلام ده بيعبر عن وجهة نظري الشخصية ولا يعبر عن وجهة نظر أي كيان أنتمي له.

عادل سماقية.

السبت، 1 يونيو 2013

الهرتلة السياسية في مصر

إن ما يحدث الآن في مصر من "هرتلة" ما هو إلا إنتقام من الثورة، بل و من الفكر الثوري بشكل عام. فمن منا ينكر أن الإخوان، ولا أقول المسلمين، أعدهم النظام بقيادة السادات و حسني مبارك لكي يستأنفوا المسيرة الرأسمالية حال حدوث حالة تمرد و إنقلاب شعبي؟ و من منا ينكر فشلهم المطلق في الإدارة كان ذلك عمداً منهم أو غباء أو بغرض تكريه جموع الناس في الثورة؟

نعم عزيزي القارئ أقول غباء! فالسلطة تقول أن أزمة الكهرباء، على سبيل المثال لا الحصر، سببها نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء. و لدي الآن سؤال، و لحسن الحظ أعلم إجابته مسبقاً: أين يذهب خذا الكم من البترول و الغاز الطبيعي الذي يستخرج كل يوم من باطن الأراضي و المياه الأقليمية المصرية؟



إن كنت لا تعلم كيف تدار شركات البترول في مصر، صديقي، دعني أخبرك نبذة عنها. شركات الحفر المملوكة للدولة أمثال قارون و بدر الدين و غيرها يجب أن تدخل في شراكة مع شركة أجنبية كشركة أباتشي على سبيل المثال. ولا أعلم ماهية الوجوب تلك على الشركات المصرية أن تدخل في شراكات مع شركات أجنبية. و يكون أجر تلك الشركة الأجنبية هي على الأقل 50% من الإنتاج، بحسب العقد المبرم مع الجانب المصري المتمثل في الهيئة لعامة للبترول.

هل أحتاج أن أوضح أن أغلب تلك الشركات أمريكية و أوروبية؟

و إذا سألت أي من أعضاء أو مؤيدي أو "مبرراتية" الإخوان، ستجد الإجابة الكلاسيكية التي يجيبون بها على جميع المعارضين: "إنها تركة نظام فاسد عانينا منه 30 سنة!".
صدق أو لا تصدق، أنا أتفق معهم في ذلك، فعلاً إن ما نعاني منه الآن هو تركة نظام إستبدادي عمره ستون و ليس ثلاثون، عاماً. إرتكب حماقات إقتصادية و سياسية عدة أدت لما نحن فيه من هبل إجتماعي و إقتصادي!

و لكن التدابير الوقائية و الإرتجاعية من تلك الأزمة ليست بصعوبة مادة الفيزياء في كلية الهندسة قسم القوى الكهربائية. فما الإعجاز أن تطرد الشركات المستحوذة على نصف إنتاجنا للبترول، مع العلم أنهم أخذوا حقهم "تالت متلّت" من البترول المصري. و نحقق بذلك ضعف إنتاج البترول. علماً بأن 90% من العاملين بالشركات الأجنبية تلك من المصريين و يديرونها بكفاءة و يحققون لها الأرباح.. إلخ؟

الإجابة إنه ليس إعجازاً على الإطلاق، و لكن ليس هناك إرادة لفعل ذلك. عن العمالة لرؤوس الأموال أتحدث. إذا كان الرئيس قد تمنى الرخاء و الإزدهار لدولة إسرائيل فهل هناك أي داعي لشرح العمالة مرة أخرى؟ أيريد لمبرراتية أن يققولوا أنه إرث النظام السابق في تلك أيضاً؟

أما عن "أزمة" الجنود الذين أختطفوا في سيناء، فهناك شقين أود الحديث عنهم: أولاً إذا كان الجنود، الذين هم من المفترض أن يكونوا مدربين للقتال و ما إلى ذلك، يختطفون و يعذبون، فما الذي من المفترض أن يجري للمدنيين؟ هذه الواقعة ما هي إلا إثبات واضح و صريح للنظرية التي عرضتها من قبل، والتي تقول إنه ليس لدي الدولة المصرية جيش يعتمد عليه حال المواجهة مع أي قوة خارجية. أما إذا كانت تلك النظرية خاطئة، يؤدي بنا هذا إلى الشق الآخر وهو أن كل هذه "الهيصة" لم تكن إلى إلهاء عن شيئ آخر، شيئ يمس حياتهم اليومية، مثل قانون جديد للضرائب على الدخول مثلما قرأ و علم الجميع. (قد تود أن تستعرض مقالي "لماذا يريد البعض عودة الحكم العسكري؟" لمعرفة رأيي كاملاً عن الجيش).


أما عن الوضع الإجتماعي، فحدث ولا حرج، لدينا مشكلة طائفية؟ بالقطع، هل هي حديثة؟ كلا، بل هي قديمة قدم التنوع الديني نفسه. ماذا فعل النظام لصدع المشكلة؟ لا شيئ، زادها سوءاً.

لدينا مشكلة طائفية تتجسد في لفظة، "متلعبش مع فلان ده مسيحي" لأطفال المدارس المسلمين. و تجلت أيضاً في "عايز أختي كاميليا"، والتي ظهرت بنفسها في فيديو قائلة أنها لم تحتجز في أي كنيسة، و لم يتم تهديدها و لم يتم إشذئها، و لم تشهر إسلاماً. و السؤال: ماذا يغني الإسلام إن أسلمت إمرأة؟ و ماذا يفقر الإسلام إن تنصّر رجل؟ و ماذا ينقص أو يزيد من المسيحية إذا تركها أو إعتنقها شخص؟ الإجابة "لا شيئ على الإطلاق!!". أصدق أن كل الأشخاص أحرار في إخيار ما يصدقونه من ديانات و ما لا يصدقون!! المصريون لم يتعلموا بعد ثقافة تقبل الآخر لإختلافه. و المشكلة هذه عاصرتها أنا نفسي لأسباب تتعلق بإني كنت من المحظوظين القلائل الذين تربوا في بيت ينعم بالإختلافات الدينية.

ماذا فعل النظام تجاه ذلك؟

أريدك، صديقي، أن تتخيل ماذا فعل النظام العبقري في مصر، و الذي من المفترض أن يعلم أبعاد الكارثة الإجتماعية تلك، بدلاً من أن يخفف وطأة الأزمة، وصف قيادات الحزب و الجماعة الإرهابية المتطرفة المستبدة جميع المتظاهرين يوم 4 ديسمبر 2012 بأنهم من الأقباط و بتمويل من الكنيسة المصرية. 

السادة أنصار الجماعة و، بالتالي، الرئيس سيقولون بالطبع أنه ليس للجماعة علاقة بالرئاسة و ما إلى ذلك.

و ماذا عن الوضع الإقتصادي؟

تعاني مصر الآن بسبب السياسات الإقتصادية المنحازة لرجال الأعمال و التي لم تتغير إلى الآن من ضعف شديد فيما يخص الإقتصاد. فأسعار السلع الأساسية في إزدياد مستمر؛ فقد إبتعت كيلو طماطم من أحد أسواق جنوب القاهرة بسعر 10 جنيهات للكيلو، رغيف الخبز ثمنه على الأقل 20 قرشاً؛ لأن الخبز المدعم "أبو 5 صاغ" لم يعد موجوداً بسبب نهب الدقيق للفنادق و محلات المخبوزات، ناهيك عن أن سعر كيلو اللحمة "النضيفة" وصل إلى 100 جنيه، و الدجاج ب40 جنيه. إذا كنت تسأل عن الحل، عزيزي القارئ، فقد طرحنا الحل منذ سنوات عدة و هو تسعيرة جبرية لكل السلع الأساسية مع مراعاة توفير الخامات و الظروف لأصحاب المشاريع الصغيرة.

الفقراء يزدادون فقراً و الطبقة الوسطى إنقرضت تقريباً، أما رجال الأعمال فأرصدتهم البنكية تزداد أصفارها. العمال يسرحون عن أعمالهم و يبرر رجال الأعمال ذلك بأنه "مفيش شغل بسبب الزفتة الثورة" ما علاقة الثورة بذلك؟ الناس لا يتوقفون عن ممارسة حياتهم و تجاراتهم بسبب الثورة؛ بل تعطلون أنتم أنفسكم الأعمال لسببين، أولاً، التحكم في الأسعار لزيادة المكاسب حينما تقل المنتجات و البضائع لشُح العمالة، و ثانياً، لكي تنتقموا من الشعب لقيامه بالثورة من الأساس. نقول لكم الآن أنكم نجحتم جزئياً في ذلك و لكن سياستكم الإحترازية ضد الثورة الإجتماعية ستكون هي نفسها مشنقتكم التي ستؤولون إليها يوم تغضب الجماهير. 
أنا أدعو الجميع للنزول إلى كل ميادين مصر في يوم 30 يونيو لإسقاط الإستبداد في مصر. بل و أدعو جموع المظلومين و المضطهدين في العالم للنزول يوم 30 يونيو ضد الرأسمالية. و لتكن تلك هي الثورة العالمية ضد الإستبداد و الظلم و الفقر و الجوع و الجهل و المرض.

لتسقط الرأسمالية بجميع أشكالها في كل مكان، و عاش نضال الجماهير المصرية.

لو عندك أي سؤال أو شتيمة اكاونت تويتر بتاعي: @alexanderawi

أو ابعتلي ايميل على: a_samakia@live.com

أو كلمني على فيسبوك بنفس الايميل.

الكلام ده بيعبر عن وجهة نظري الشخصية ولا يعبر عن وجهة نظر أي كيان أنتمي له.

عادل سماقية.