الخميس، 6 ديسمبر 2012

إرحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل!

ليلة دامية أخرى، ضحايا جدد، حرب أهلية على المحك، رئيس فقير سياسياً، جماعة نهمة للسلطة، شعب سئم الخلاف، و لم يكن طرفاً بالثورة من الأصل، فلا داعي لحالة الإستقطاب!! سئمنا الليالي الدامية، لم أعد أقدر على إحتمال الغاز المسيل للدموع!! لم أعد قادراً على قذف الحجارة. لم أعد قادراً على حمل المصابين! من الآخر طلع دين أمي بقى!! كفاية كده حرام عليكم اللي بيحصل فينا ده.. إرحل بقى يا فاشل!! أي رئيس جمهورية يسلط زملاءه في التنظيم السري غير القانوني على قتل معارضيه، مستخدمين في ذلك أسلحة نارية يطلقها مدنيون على مدنيين، إنها جريمة حرب يا سادة!

بدأت فعاليات الثلاثاء 4 ديسمبر 2012بمظاهرات من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، و مسجد النور بالعباسية، متجهة إلى قصر الإتحادية بمصر الجديدة. كنوع من أنواع التصعيد لمناهضة الإعلان الدستوري، و إسقاط مسودة الدستور التي بها عوار كثير موجود في المقالة السابقة لتلك التي تقرأها الآن.


كنت موجوداً في مسيرة رابعة العدوية و التي كان بها على الأقل 20,000 متظاهر. و الشهادة للزمان، بادرت بالهتاف الهتافات التي تدعو للثأر و لم يكن الهتاف يردد بداعي أن المظاهرة كانت فقط لإسقاط النظام و ليس الثأر، غير أن المتظاهرين كانوا قمة في التحضر لم يرد أبداً على أذهانهم فكرة إقتحام القصر رغم أن عددهم فاق ال 700,000 متظاهر و أن فكرة إقتحام القصر كانت ستكون غاية في السهولة، لم يشتبك أحد يومها مع الشرطة بشهادة اللواء/ أحمد جمال الدين، وزير الداخلية، أن المتظاهرين كانوا غاية في التحضر. لذا فلم يكن من الداعي أبداً التعامل معهم.


و قرر المتظاهرون الإعتصام، ليس لحبهم النوم في الطل، و لكن لإيمانهم بمبدأ و هو الحرية. و نظراً لأن الإعتصام بدأ في منتصف الإسبوع، فكان عدد المعتصمين لا يتجاوز المائة بأي حال من الأحوال. معتصمون على جانب الطريق في مكان لا يتجاوز الثلاثون متر، لا يشغلوا الرصيف حتى. و دخل الرئيس قصره صباحاً، لم يتعرض لركابه أحد، كما لم يتعرض أحد لركابه أحد بالأمس، و رحل و لم يتعرض له أحد.

بعدها جاء عدد كبير من المنتمين لجماعة الإخوان، معتدين بالضرب على المعتصمين و خيامهم، و كان من المضروبين وقتها الصحفية المناضلة نوارة نجم، إبنة الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم و المناضل المنتمي للجماعة سابقاً أحمد دومة و غيرهم. و بعدها إنطلقت الدعوات للناس أن إنزلوا لحماية المتظاهرين الذين يتعرضون ل"علقة سخنة" من أعضاء التنظيم السري المتطرف. 

نزل الناس و بدأ توافد المتطرفين بأوتوبيساتهم، و ليشهد الله إني رأيت معهم ما أعرف و ما لا أعرف من الأسلحة. سكاكين، مسدسات، pump action shotguns، مسدسات خرطوش محلية الصنع، رشاشات AK-47، و غيرها من الأسلحة.

و بدأت المعركة و شاهدت الإخوان يلقون بقنابل الغاز المسيل للدموع، يعلم الله من أين أتوا بها، بكثافة شديدة، و أصيب أعز أصدقائي محمد حسام الشهير ب"كالوشا" بطلقة في بطنه جراء هجمات المتطرفين مدعين الإسلام، و عدد من الأصدقاء بالخرطوش منهم، إسلام جابر عضو حركة 6 أبريل الجبهة الديمقراطية، و غيرهم.

و من الملفت للنظر أن المستشار/ محمود مكي قال في هذه الأثناء، وقتما كان المتطرفين يطلقون النيران على المتظاهرين، أن البقاء للأقوى. أي منطق هذا؟! أي منطق يقول أن ثاني أكبر رؤوس نظام حاكم له الصلاحية أن تستعرض عشيرته قوتها العسكرية، في دولة من المفترض أن يحكمها قانون يجرم إنشاء تنظيمات عسكرية!!

فشل السيد رئيس الجمهورية في إدارة البلاد، أدى بها إلى حرب أهلية وشيكة، فشل في إعداد سياسة وفاقية للناس جميعاً، فشل في تأمين ذهاب الأطفال إلى مدارسهم حتى. ماذا ينتظر حتى يعلن فشله في إدارة البلاد؟ ماذا ينتظر ليعلن إستقالته؟ ماذا ينتظر حتى يقول أنه لا كلمة له في إدارة الدولة؟

أي رئيس يأخذ أوامره من مكتب إرشاد في جماعة سرية متطرفة مسلحة؟ و أي رئيس يسكت على ذبح رعاياه وهو ينتظر أوامره من مكتب الإرشاد؟ هل فهم الآن لماذا نهتف يسقط حكم المرشد؟  إننا متأكدين أن الرئيس ما هو إلا مندوب من مكتب الإرشاد في رئاسة الجمهورية!

إن كان الإخوان يحتمون بالشرعية الإنتخابية، فالشرعية الإنتخابية ليست "كارت بلانش" لإدارة الدولة كيفما شاء الرئيس و مكتب الإرشاد. الرئيس له صلاحيات معينة يتحرك من خلالها، و ما هو غير ذلك هو إنتفاء للشرعية. تحريك تنظيم عسكري هو إنتفاء للشرعية و الإنسانية!

إرحل يا مرسي! أنت رئيس فاشل.

لو عندك أي سؤال أو شتيمة اكاونت تويتر بتاعي: @alexanderawi
أو ابعتلي ايميل على: a_samakia@live.com
أو كلمني على فيسبوك بنفس الايميل.



الكلام ده بيعبر عن وجهة نظري الشخصية ولا يعبر عن وجهة نظر أي كيان أنتمي له.


عادل سماقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق